اكتشف علماء من جامعة هارفورد الأمريكية أن انتقال أصل البشر إلى نظام غذائي يحتوي على اللحوم لعب دورا أساسيا في تطور الجنس البشري.
ويرى العلماء أن تناول للقردة القديمة اللحوم عند أولى خطواتها نحو التحول إلى البشر أدى إلى تقلص حجم الفك وشكل عاملا حافزا على تطوير القدرة على التكلم.
من المعلوم أن الإنسان يختلف عن أقرب أشباهه وهي القردة العليا وأسترالوبيثكس “Australopithecus” بسمات عديدة منها فكه الضعيف وأسنانه صغيرة.
ويُعتبر أن تقلص حجم الفك سهل تطوير قدرة أجدادنا على التكلم وأدى إلى زيادة حجم الجمجمة ما أسفر بدوره عن نمو المخ. لكن العلماء لا يزالون يجادلون حول أسباب هذه التحولات الهامة.
وافترض الباحثون أن السبب الرئيس للتغيرات المتقدمة التي طرأت على هيئة الوجه لدى أجدادنا يعود إلى بدئهم بتناول اللحوم.
وأظهرت الدراسة التي أجراها العلماء بمشاركة نحو 30 شخصا أن مضغ اللحم يتطلب جهدا أقل من مضغ الخضار أخذا بعين الاعتبار أن القيمة الغذائية للحم أكثر من قيمة الخضار وهو الأمر الذي ساهم في تقليل الحاجة إلى مضغ الطعام.
جدير بالذكر أن انتقال أجداد البشر إلى النظام الغذائي الذي يحتوي على اللحوم حدث منذ نحو 2.5 مليون سنة واقترنت هذه العملية باكتشاف الإنسان النار واستخدام أدوات بسيطة لتحضير الطعام.
وأشار العلماء إلى أنه لو كان أجدادنا بقوا نباتيين لما تحولوا إلى البشر أبدا، ضاربين مثال قردة الشيمبانزي، التي تعتمد على نظام غذائي نباتي وتقضي نصف أوقاتها في مضغ الطعام.